شهدت تسعينات القرن الماضي تأسيس المئات من شركات التكنولوجيا، وارتفاعا لأسهمها في البورصة الأمريكية، قبل أن تنهار أغلبها ويخسر الآلاف أموالهم في ما يطلق عليه "فقاعة أسهم التكنولوجيا".
كانت أسباب انهيار شركات التكنولوجيا الأمريكية انذاك – رغم وجود العديد من الأفكار الجيدة – هو عدم وجود ما يضمن لها الاستمرار، حيث أن هذه الأفكار لم تكن متصلة ومستمرة، وإنما فردية وقصيرة المدى، وهو العيب الذي لم تعاني منه شركة "أمازون" التي بدأت في نفس الوقت.
كانت بداية شركة أمازون "فكرة" لشاب أمريكي، قرر أن يترك عمله ويخصص لها كل وقته، للنخطيط ورسم خطة عمل، والبحث عن التمويل اللازم، والتنفيذ، ثم التطوير المستمر، حتى أصبحت من أكبر 24 علامة تجارية في العالم.
في عام 1994 قرر "جيف بيزوس" ترك عمله في إحدى شركات وول ستريت، والاستقرار لفترة في "سياتل" لرسم خطة عمل بشأن مشروعه الجديد عن التجارة الإلكترونية، والذي يدور حول استخدام الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة في خلق أسواق عالمية تشمل خدمة التوصيل، تضم كل السلع التي يحتاجها المستهلكين.
ورغم أن "بيزوس" صمم قائمة بأهم 20 سلعة يمكن التجارة بها وتوصيلها للمستهلكين إلكترونيا، ثم خفض القائمة إلى 5 سلع فقط، إلا أنه في النهاية استقر على إطلاق الموقع بخدمة واحدة وهي بيع الكتب إلكترونيا.
ومع الاستقرار على الفكرة وخطة العمل كان الهم الأكبر يتعلق بالتمويل، وفشل "بيزوس" في إقناع رجال أعمال بمنحه مليون جنيه كتمويل مبدئي، قبل أن يقوم والديه بإقراضه 100 ألف دولار لينطلق في مشروعه.
وانطلق العمل في الموقع في عام 1997 بشكل تدريجي كمكتبة إلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يتوسع أفقيا وعرضيا خلال السنوات التالية، حيث دخل الموقع أسواقا جديدة وخصص لها مواقع إلكترونية، مثل الصين، وإنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا، وغيرها.
كما توسع "أمازون" في الخدمات المقدمة للمستهلكين، فبعد الكتب، قدم خدمات بيع أسطوانات الموسيقى إلكترونيا، ثم الأفلام، والألعاب، والمجوهرات، والأثاث، وحتى الطعام الطازج، إذ تمتلك الشركة مخازن متعددة لتوصيل السلع للمستهلكين.
ومع بدء التداول على سهم أمازون في بورصة نيويورك الأمريكية بسعر 1.
7 دولارا في عام 1997، إلا أن سعر السهم يتداول حاليا قرب مستوى 333 دولار للسهم، لتصل قيمة الشركة السوقية إلى أكثر من 157 مليار دولار.
وحققت "أمازون" صافي ثروة لمؤسسها بلغت 30.
6 مليار دولار، لينضم لقائمة أثرى 15 شخصا في الولايات المتحدة الأمريكية.