ينظم في لندن معرض "المجموعة الضائعة" للتحف المنسية في الميترو والحافلات وسيارات الأجرة والتي تخرج إلى العلن للمرة الأولى.
. لوحات مرسومة بإتقان ومخططات غير مكتملة ورسومات أطفال وأخرى رائعة للطبيعة الصامتة ولوحات حديثة.
تحمل بعض هذه "الأغراض التي عثر عليها" تواقيع، لكن أحدا لم يأت للمطالبة بها.
وبقيت طوال أشهر مكدسة في مغارة علي بابا الضخمة حيث تخزن "تي أف أل" المسؤولة عن وسائل النقل في لندن حوالى 200 ألف "كنز" يتم العثور عليها سنويا في وسائل النقل التابعة لها.
. كتب وحقائب وملابس وهواتف محمولة ومفاتيح، بالإضافة إلى أطقم أسنان ورمامات وهياكل عظمية وآلات جز العشب.
يحوي هذا المستودع أيضا مئات "التحف الفنية" التي يخلفها وراءهم أصحابها المتهورون، والتي تنتظر عودتهم غير المتوقعة.
من بين التحف المنسية لوحة مثيرة للاهتمام تظهر "شفتين من دون جسم تنفخان في بوق" ولوحة عن "شخص باللون الأحمر الفاقع (يقع في حفرة سوداء؟) تحمل توقيع جاي.
واي."، وفقا لوصف الموظفين.
كذلك، تعرض لوحتان في معرض "كاي كاي أوتليت" في حي راق شمال لندن حتى نهاية حزيران/يونيو، إلى جانب ستين تحفة أخرى.
يشرح المدير الفني للمعرض ريتشارد ووكر "قد تكون هذه اللوحات بلا قيمة.
لكنها تحمل قيمة ما في نظري لأنها أغراض شخصية تعب أصحابها لإنجازها.
وجدت ذلك مؤسفا وأردت أن أمنحها فرصة لتعرض ولو لمرة واحدة".
نفذ ووكر هذا المشروع بعد زيارة قام بها إلى قسم الأغراض المفقودة، وهو أحد أكبر الأقسام في البلاد.
فعمد طوال سنة كاملة على جمع هذه التحف بموافقة "تي أف أل" التي اعتبرت هذا المعرض "وسيلة مبتكرة للفت انتباه الناس إلى كل ما يتم العثور عليه في وسائل النقل في لندن"، علما أن غرضا واحدا فقط من أصل أربعة يعود صاحبه للمطالبة به.
وقد اكتسب أصحاب التحف المجهولون جمهورا خاصا، بغض النظر عن تمتعهم بالموهبة.
ويقول ريتشارد ووكر "يأتي أشخاص كثيرون ويسألون إن كان بإمكانهم شراء لوحات"، مع أن هذه الأخيرة التي أصبحت ملكا ل "تي أف أل" ليست للبيع.
"عندما ننظر إليها، لا نحكم عليها وفقا لنوعيتها الفنية، بل ما يهمنا هو القصة الشخصية الكامنة وراءها".
وتضيف المسؤولة عن المعرض دانيال بيندر أن "الطابع المجهول لهذه الأعمال يجعل كل شخص يفسر بطريقته الخاصة" الفكرة التي أراد مبتكرها التعبير عنها ويتوقع هوية صاحبها.
وقد زال الغموض عن ثلاثة أعمال بفضل الإعلانات الخاصة بالمعرض التي تلفت الأنظار في ممرات الميترو في لندن.
فقد تعرف رجل على صورة شقيقه يصلي جاثيا على ركبتيه بسروال جينز وقميص، وعلى رأسه قناع.
إنها لوحة غريبة تطغى عليها الألوان الداكنة وجاء رسمها "كرد فعل على الآراء المسبقة".
كذلك، تعرفت شابة إلى لوحة لصديقتها التي تتابع تعليمها في إسبانيا.
أما العمل الثالث فيعود إلى شخص أصبح اليوم فنانا.
هو لم يعتقد يوما أنه سيرى من جديد مشروع نهاية السنة الذي نفذه لمعهد الفنون والذي يتضمن صورا لوالده الراحل.
يقول المسؤولون عن المعرض إن الجميع "شعروا بالصدمة ولكن بالفخر أيضا" عندما رأوا أعمالهم معروضة.
وسيستعيد كل شخص تحفته ما إن ينتهي المعرض.