عثر جيولوجيون بريطانيون على أول سفينة مدفونة تعود لعصر الفايكنج ، أو غزاة الشمال ، كما يطلق عليهم ، وهم الشعب البحري المحارب الذي روع ممالك شمال أوروبا بغزواته على مدى أكثر من اربعة عقود.
الموقع الذي عثر فيه على السفينة يقع في منطقة أردنامورشان في مقاطعة الهايلاندز في اسكتلندا ، ومن المعتقد أن تاريخه يرجع لأكثر من ألف سنة.
وكان من بين أهم الموجودات التي عثر عليها في السفينة رفات محارب من الفايكنج ومعه أسلحته وهي سيف ورمح ودرع وبلطة وسكين .
وتقول عالم الجيولوجيا الدكتورة هانا كوب " إن تنوع الآثار التي عثر عليها وحالتها الجيدة تجعل هذا الموقع واحدا من أهم مواقع آثار الفايكنج في بريطانيا".
وتشرح قائلة إن "من الواضح أن هذا الرفات يعود لمحارب من رتبه رفيعة من الفايكنج، ومن قاموا بدفنه حفروا أولا حفرة بحجم القارب ، ثم سحبوا القارب فوق الأرض وأسقطوه في الحفرة ودفنوا محاربهم ومعه متعلقاته داخل السفينة ثم ملأوا السفينة بالأحجار ، إنها عملية شاقة بلا شك".
وقد تعاونت في عمليات التنقيب والبحث عن آثار الفايكنج في تلك المنطقة جامعة مانشستر وليستر ونيوكاسل وجلاسجو وعدد من المعاهد العليا المتخصصة في الجيولوجيا.
وكان من الأمور المثيرة لاهتمام العلماء أن الآثار التي وجدت في ذلك الموقع كانت سليمة بدرجة كبيرة، فقد عثر على الرفات والأسلحة والسفينة التي استخدمت كمقبرة وكلها كانت واضحة المعالم مما يسهل إجراء الدراسات عليها.
وكان من بين أهم الموجودات في الموقع نحو 200 مسمار حديدي استخدمت لتجميع أجزاء السفينة الخشبية إلى جانب عشرات القطع المعدنية التي لم يتم التعرف عليها بعد .
جاء الفايكنج من اسكندنافيا إلى أراضي شمال غرب أوروبا كغزاة في شكل موجات متتالية اعتبارا من القرن الثامن الميلادي ، وقد استوطنوا بعض المناطق مثل أوركني في اسكتلندا وجزر الهبرديز وجزيرة شتلاند في أقصى شمال بريطانيا ، كما أسسوا مدنا شهيرة أهمها يورك في انجلترا ودبلن في أيرلندا.
وهناك بعض الشواهد التي توحي بأن سفن الفايكنج ربما تكون قد وصلت إلى الأمريكتين قبل أن يكتشفها كولومبوس في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي .
وقد انتهى عصر الفايكنج بانحسار قوتهم العسكرية واستقرارهم في بلادهم التي هي الآن السويد والدنمرك والنرويج وفنلندا ، وكذلك نتيجة انخراطهم في سكان البلاد التي غزوها وأصبحوا من الزمن جزءا من شعوبها.