عمت حالة من الفوضى فى الشوارع الرئيسية بمدينة تل أبيب بعدما وصل عدد المتظاهرين من اليهود السود للآلاف فى المظاهرة الضخمة التى تجرى حاليًا وسط المدينة، وذلك احتجاجًا على عنف الشرطة ضدهم وتعرضهم لتمييز عنصرى مستمر، وفور وصول المسيرات من كافة أنحاء المدينة أغلق المتظاهرون الشوارع الرئيسية بالكامل فى تل أبيب، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
غداة مظاهرات وأعمال عنف مارستها قوات الأمن ضد متظاهرين يهود إثيوبيين في تل أبيب اعترف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في بيان بأن الدولة العبرية ارتكبت "أخطاء" بحقهم، وهذه "المظاهرات كشفت جرحا مفتوحا في قلب المجتمع الإسرائيلي".
في بيان له، اعترف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الاثنين بأن الدولة العبرية ارتكبت "أخطاء" بحق اليهود الإثيوبيين ووصف معاناتهم بـ"الجرح المفتوح".
وقال ريفلين في بيان "لقد ارتكبنا أخطاء، لم نمعن النظر، ولم نستمع بما فيه الكفاية" لمعاناتهم بعد يوم على اندلاع اشتباكات عنيفة إثر تظاهرة احتجاج على عنف الشرطة والتمييز الذي يتعرض له الاسرائيليون من أصول إثيوبية.
وأضاف "كشفت التظاهرات في القدس وتل أبيب جرحا مفتوحا في قلب المجتمع الإسرائيلي (.
..) معاناة مجتمع يصرخ بسبب شعوره بالتمييز والعنصرية دون أن يلقى استجابة".
أعلنت الشرطة الاسرائيلية الأحد أن 46 من عناصرها وسبعة متظاهرين على الأقل أصيبوا بجروح في الصدامات، مشيرة إلى أنها اعتقلت 26 متظاهرا.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين في التظاهرة بنحو ثلاثة آلاف شخص، فيما نقلت وسائل الإعلام عن منظمي الاحتجاجات أن عدد المتظاهرين بلغ عشرة آلاف.
جاءت الاحتجاجات بعد ثلاثة أيام من تظاهرة غاضبة في مدينة القدس تخللتها صدامات أصيب فيها عشرة متظاهرين وثلاثة شرطيين بجروح وتنادى إليها المحتجون إثر بث تسجيل فيديو ظهر فيه رجلا شرطة يضربان جنديا إسرائيليا من أصل إثيوبي.
ويعيش أكثر من 135 ألف إثيوبي يهودي في إسرائيل التي هاجروا إليها في موجتين العامين 1984 و1991.
إلا أنهم يجدون صعوبة في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي.
وقد شارك بعض الجنود من الجيش الإسرائلي من ذوي اﻷصول الأثيوبية في المظاهرات وتعد هذه الخطوة هى الأولى من نوعها حيث يحظر على الجنود الإسرائيليين سواء كانوا فى الخدمة الإلزامية أو الدائمة أو على ذمة الاحتياط الانخراط فى العمل السياسى أو السير فى المظاهرات.
وفى سياق آخر، ذكرت صحيفة "هــاآرتس" الإسرائيلية أنه فى الوقت الذى خرج فيه آلاف اليهود السود فى إسرائيل فى مظاهرات ضد عنصرية الشرطة وسوء التعامل معهم، خرج مئات الإسرائيليين فى مظاهرات عارمة بمدينة حيفا ضد سياسة الحكومة الداخلية .
وأضافت الصحيفة أن المتظاهرين الإسرائيليين تظاهروا ضد المصانع التى أقامتها الحكومة منذ عشرة سنوات بحيفا والتى ادت إلى إصابة الأطفال بالسرطان بسبب الأدخنة السامة التى تتصاعد من هذه المصانع.
وأوضحت الصحيفة أن المتظاهرين رفعوا شعارات اتهموا فيها الحكومة بالإضرار بصحة المواطنين بدلا من الاهتمام بهم، ورفعوا لافتة " الشعب يريد هواءً نقيًا فى حيفا".