عُرف عن مارك زوكربيرج، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الأشهر فيسبوك، مواظبته على ارتداء تيشيرت رمادي واحد لا يغيره، وعندما سُئل عن ذلك أجاب ببساطة بأنه يقدّر جيدّا قيمة طاقة الإبداع المبذولة عند اتخاذ قرار أو تحديد الخيارات لذلك فهو يريد الحفاظ على تلك الطاقة وعدم إضاعتها في الأمور البسيطة التي يمكن تجاوزها، وتوفير هذه الطاقة فيما يمكن استخدامه لإحداث فارقًا في العالم.
ويؤدي ضياع طاقة الإبداع في الأمور البسيطة إلى ما يعرف بـ"ملل القرار" وهي حالة تصيب الإنسان تنشأ عن اتخاذ عدد كبير من القرارات، ومن آثارها انخفاض القدرة على المفاضلة بين القرارات بل تجنب اتخاذ القرارات في بعض الأحيان، والشراء الاندفاعي في المتاجر وغير ذلك، وأدرك أصحاب الشركات الناجحة مثل مارك زوكربيرج، وستيف جوبز، مؤسس أبل ما لهذه الظاهرة من خطر فحفظوا طاقتهم الإبداعية أمام العديد من المواقف اليومية نذكر بعضها فيما يلي.
.
ماذا ستأكل؟
وجد أن معظم أصحاب الشركات الناجحة اعتادوا في بداية حياتهم تناول الأطعمة من مكان واحد يوميًا، حتى أن أصحاب عربات الطعام أو المطاعم كانوا يعدون لهم طلبهم قبل أن يذهبو وبذلك يوفرون وقتًا ثمينًا فضلًا عن طاقة التفكير للاختيار بين أصناف الطعام المختلفة، وهذا لا يشترط أن تأكل نفس الطعام يوميًا مثلهم ولكن على الأقل يمكنك حصر اختياراتك في قائمة مكان واحد.
بما تبدأ؟
يذهب البعض إلى شركاتهم صباحًا ليبدأوا فحص البريد الإلكتروني ثم يجدون أنفسهم يحملقون في الفراغ لأنهم لا يعرفون بأي المهام يمكنهم أن يبدأوا يومهم لتحديد أي المهام أكثر إلحاحًا وهو أمر يرهق الذهن ويهدر الطاقة، ويمكنك حل تلك المشكلة بتثبيت قائمة بالأولويات التي يجب إنجازها في بداية اليوم ثم تنتقل تدريجيًا للمهام الأقل أهمية.
أين توجه تركيزك؟
يخطئ الكثيرون بصرف أنتباههم إلى أمور تشعرهم بالضغط والتوتر العصبي الشديد وأبرز هذه الأمور متابعة نشرات الأخبار باستمرار، حيث يؤدي ذلك إلى تركيز الانتباه على مشاكل العالم من أوبئة وحروب ومخاطر تؤدي بطبيعة الحال إلى حالة من القلق وعدم صفاء الذهن، ويمكنك الخروج من تلك الحالة بالتوقف فورًا عن المتابعة المكثفة لأخبار والتنفس بعمق وتخيل أن كل القلق يخرج مع زفيرك.
فوضى الاختيارات
يمكنك ان تجد نفسك في حيرة شديدة وسط فوضى الخيارات حتى في أوقات الفراغ والعطلات، فعندما يكون جدول يومك مزدحم دومًا وتجد لنفسك وقت فراغ وجيز تبدأ الأفكار تتزاحم في رأسك، هل تكمل قراءة كتاب كنت قد بدأته منذ شهور؟، أم تخرج في نزهة مع الأصدقاء؟، أم تشاهد فيلمًا كنت تريد مشاهدته منذ فترة، وغالبًا ما تنتهي هذه الفوضى الفكرية بعدم فعل شئ، ويمكنك أن تحل هذه المشكلة بتنفيذ أو فكرة تخطر ببالك دون السماح لعقلك بالتنقل كثيرًا بين الأفكار.
