هل سبق أن تعجبت من ضغطك على زر المنبه لتكسب 15 إلى 30 دقيقة إضافية من النوم في الصباح؟ شركة فيليبس أصدرت تقريراً حديثاً جاء فيه توضيح لمعلومات أساسية وعميقة بهذا الخصوص جاءت بعد دراسة استمرت لأكثر من عشر سنوات من البحوث عن تأثير الضوء على دورة النوم لدى الإنسان المعروف باسم "إيقاع الساعة البيولوجية".
وكشف التقرير أن كمية وجودة الضوء الذي يتعرض له الإنسان يومياً ربما يكون مسؤولاً عن النعاس الذي يشعر به المرء صبيحة يوم الأحد، ومن الناحية العملية، يحدد الضوء فيما إذا كانت طبيعتك من الأشخاص النهاريين أم الليليين.
فالإضاءة تؤثر على حياة الكائنات في هذا الكوكب سواء كانت طبيعية أم اصطناعية.
وتلعب دوراً أساسياً في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية بالنسبة للإنسان، وهي إحدى الإيقاعات الطبيعية والتي تعرف أيضاً باسم ساعة الجسم.
إن ساعتنا البيولوجية ليست متزامنة مع ساعاتنا الصناعية بل هي أبطأ قليلاً حيث تعمل بمعدل وسطي لمدة 24 ساعة و 30 دقيقة.
وهذا يعني أننا وبشكل طبيعي نميل إلى الاستيقاظ متأخرين 30 دقيقة في كل يوم، وإذا لم يتم تنظيم هذا الإيقاع البطيء فإنه وبحلول نهاية الأسبوع ربما يتأخر موعد الاستيقاظ لمدة ساعتين، وسنجد أنفسنا نضغط على زر المنبه لإيقافه عدة مرات.
تنظيم إيقاع ساعتنا البيولوجية
يزودنا المنبه بطريقة واحدة لإدارة التأخر الزمني الناشئ عن التأخر الطبيعي لإيقاع ساعتنا البيولوجية، لكننا اكتشفنا حديثاً أن نوعية معينة من الضوء التي تصل إلى مستشعرات الصورة في أعيننا تنظم الساعة الداخلية لجسمنا بل تعمل على إعادة ضبطها في كل يوم.
ومنذ آلاف السنين، اعتمد الإنسان والحيوان على أشعة الشمس عند الشروق والغروب لتنظيم الساعة الداخلية للجسم، ومن دون إدراك ذلك.
واليوم فإن الضوء الصناعي الغني باللون الأزرق هو أيضاً قادر على إعادة ضبط ساعة الجسم بفضل نوعيته المشابهة لضوء النهار الطبيعي.
وفي أسلوب حياتنا الحالي فإننا نعمل تقريباً من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً ما يعني أننا نشعر بنقص في ساعات النوم خلال الأسبوع، فنعتمد على تعويض ذلك خلال أيام العطلة الأسبوعية.
صحيح أن النوم لفترة أطول خلال أيام العطلة الأسبوعية ربما يعوض نقص النوم خلال أيام الأسبوع إلا أنه يمكن أن يؤخر إيقاع الساعة البيولوجية للأسبوع التالي ما ينتج عنه الشعور بالنعاس في صبيحة يوم الأحد أي يوم العمل الأول من الأسبوع.
وقال لوك شالنجن، العالم والباحث في مجال الضوء والنوم لدى فيليبيس للأبحاث: "الرسالة التي تصلنا من الطبيعة واضحة، فلقد طورت أجسامنا ما يمكننا وصفه بعجلة القيادة، فمع الاستمرار في تعديل دورة الاستيقاظ من خلال الضوء نستطيع التكيف مع اختلاف طول فترة النهار على اختلاف فصول السنة.
ونحن نستطيع أن نساعد في تنظيم ساعة أجسامنا عن طريق توفير التعرض للإضاءة في الأوقات المناسبة، وعلى سبيل المثال من خلال توفير إضاءة أشد سطوعاً صباح يوم الأحد".
إن التعرض إلى ضوء الصباح الغني باللون الأزرق يمكنه أن يسرّع من إيقاع ساعتنا البيولوجية فنستيقظ أبكر ويحسّن ذلك من فاعلية الأشخاص الذين يفضلون النمط الباكر كأسلوب للحياة.
ومن جانبه قال البروفسور الخبير في الإضاءة الدكتور ديرك جان ديجك من جامعة سوراي: "تعتيم الأضواء قبل بضع ساعات من النوم يسهّل بداية النوم بسرعة أكبر ويمنع ساعة الجسم من أن تتأخر إلى ساعات لاحقة، وإذا كنت ترغب في إزاحة ساعة جسمك لعدة ساعات عليك التعرض إلى إنارة غنية باللون الأزرق عندما تستيقظ".
تخصص فيليبس 5 % من أرباح مبيعات أجهزة الإنارة إلى البحوث والتطوير، واختباراتها لتطوير سلسلة من منتجات الإنارة الكفؤة في استهلاك الطاقة الكهربائية للمنازل والمكاتب والمدارس والمستشفيات والتي تحسن التنبه والانتاجية والهدوء والنوم والمزاج.