لرباط - “السعادة قرار”، متلازمة يكررها مجموعة من النشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب، اختاروا أن يطلقوا على أنفسهم اسم “جنود السعادة”.
تعرف عليهم المغاربة في السنوات القليلة الماضية، حيث كان نشاطهم في البداية محدودا لا يتعدى موقع فيسبوك قبل أن ينتشر هذا الاسم ويعلن في كل مرة تبنيه هجمات “سعيدة وإيجابية” أسعدت أناسا فقدوا الأمل في الحياة أو ضلوا الطريق إلى السعادة.
ويقول أشرف قريشي أحد أعضاء جنود السعادة “جنود السعادة هم جيش إلكتروني مهمته الأولى، تركز على العالم الافتراضي لأنه يضمن التواصل بطريقة مثلى مع الناس”.
وإضافة إلى التربص بـ“التعساء” في العالم الافتراضي، قامت مجموعة “جنود السعادة” بإضفاء طابع مغربي على مبادرات دولية تروم نشر المحبة ونبذ الكراهية، منها مثلا مبادرة “Free Hugs” أو عناق مجاني، العام الماضي.
ويسعى “جنود السعادة إلى إسعاد مليون عربي في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للسعادة الذي يصادف اليوم (20 مارس)، عبر نشر عريضة تهدف إلى جمع توقيعات مليون قاطن بالمنطقة العربية، وكذا عبر تنظيم 13 حفلة للسعادة في 13 مدينة مختلفة بالمغرب.
ووصلت العريضة صباح الأحد إلى 750 موقعا، وتدعو العريضة الموقعين إلى القيام بعمل نبيل لإسعاد الآخرين، أولا عبر التوقيع، ثم إسعاد شخص بمبادرة بسيطة، مع إمكانية توثيق العمل بفيديو أو صورة، ثم تحدي خمسة أشخاص للقيام بالعمل ذاته.
ويقول حمزة الترباوي، المنسق الإعلامي للحملة إن عدد التوقيعات القليل مقارنة بهدف المليون توقيع، يعود إلى مسألة تقنية بالأساس، فعدد من المتفاعلين يرفضون كتابة عناوينهم البريدية الضرورية للتوقيع بسبب مخاوف أمنية، مشيرا إلى أن قلة عدد التوقيعات لا يعني فشل الحملة، فمجرد النقر على هاشتاغ #جنود_السعادة يُظهر تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
بيدَ أن السعادة قد ترتبط بالمستوى المعيشي والاقتصادي للأفراد، وعن هذا يجيب الترباوي “ربط السعادة بالمال جريمة، نعرف فقراء تعساء وفقراء سعداء، ونعرف أغنياء سعداء وتعساء.
أغلب شباب الحملة من طبقة فقيرة، وها نحن نحاول إسعاد الناس.
صحيح أنه لا يمكن أن نحلّ مشاكل الدنيا، لكن نحن فخورون بأن ننير شمعة في نفق الظلام”.
أما الحفلات التي سينظمها “جنود السعادة” في المدن المغربية، فهي تحمل عنوان “أجيو تعيشو الصغر” (أهلا بكم كي تعيشوا طفولتكم)، وستشهد بث فقرات من أغان قديمة للأطفال ومقاطع فيديو قديمة وفقرات فكاهية و”الكثير من السعادة بأبسط الإمكانيات”.