كان اسمه بحيرة لوط، ولكن بعيد الانتداب البريطاني أصبح يعرف بالبحر الميت، وتعتبر هذه المنطقة الاكثر انخفاضا في العالم.
وهو البحر الاكثر ملوحة من سواه، فلا وجود لصيد الاسماك فيه لان السمك لا يتحمل الكميات الهائلة من الاملاح التي تحتويها مياهه، ولكن تلك الاملاح نفسها تساعد في شفاء العديد من الامراض الجلدية ومشاكل الروماتيزم حسب ما يقول العلماء.
ولكن للأسف لم يحالف الحظ البحر الميت ليكون ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع الطبيعية بحسب النتائج الأولية التي صدرت عن اللجنة العالمية المنظمة لمسابقة عجائب الدنيا السبع.
والمنافسة عبارة عن تصويت عبر الانترنت، حيث ستعتبر المواقع السبع الاولى التي تحظى بأكبر عدد من الاصوات من عجائب الدنيا السبع الطبيعية.
يعد البحر الميت أكثر تلك المواقع جدلية، ليس فقط لأن ثلاث جهات تتشارك فيه ولكن لأن اسرائيل ما زالت تحتل الشاطىء الفلسطيني منه مما يضيف للمسألة بعدا سياسيا.
واذا ما كان اختير البحر الميت كأحدى عجائب الدنيا السبع الطبيعية فان ذلك سيزيد من الاستثمارات السياحية على شواطىء هذا البحر كما تقول وزارة السياحية الاسرائيلية التي شجعت الاسرائيليين على التصويت.
ولكن هناك مشكلة تتمثل في أن حوالي ربع مساحة شواطئ البحر الميت هي أراض فلسطينية تحتلها اسرائيل.
ويعتبر الجيش الاسرائيلي منطقة البحر الميت منطقة استراتيجية من الناحية العسكرية ويمنع الفلسطينين من الاستثمار فيه.
والفلسطينيون في الضفة الغربية محاصرون بالجدار الفاصل غربا وبالحدود الاردنية شرقا ولا يوجد لديهم مواقع سياحية او ترفيهية، وتسعى السلطة الفلسطينية للاستفادة من شاطىء البحر الميت ولكن ذلك مازال صعبا بسبب الرفض الاسرائيلي
وتشجع خلود دعيبس وزيرة السياحة الفلسطينية الفلسطينيين على التصويت في الاستفتاء الالكتروني، وترى انها فرصة مهمة لدعم السياحة الفلسطينية، ومع هذا ترى ان منع اسرائيل السلطة الفلسطينية من الاستفادة من حوالي ربع شواطىء البحر الميت - وهي اراض محتلة تابعة للضفة الغربية - يؤدي إلى خسائر مالية .
سألت الوزيرة خلود عن هذه الخسائر فقالت "هذه الممارسات الاسرائيلية تحرمنا من المنافسة في هذه المنطقة سواء على مستوى السياحة العلاجية او حتى الاستفادة من الموارد الطبيعية من املاح ومواد اخرى".
ورغم استجابة الفلسطينيين ومشاركتهم في التصويت لما يرونه فرصة سانحة لدعم الاقتصاد مستقبلا إلا أن فرص الاستثمار الفلسطيني لا تبدو قريبة خاصة مع تدهور العلاقات مع الجانب الإسرائيلي مؤخرا وتوقف عملية السلام.
ويرى اورن دروري مدير التسويق في وزارة السياحة الاسرائيلية ان تردي العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية أثر سلبا على نشاط التصويت، فقال لبي بي سي "حاولنا ان نتعاون معهم خاصة في مجال التسويق ولكننا لم ننجح في ذلك، ولا اظن ان الفلسطينيين بذلوا جهودا كافية في هذه المنافسة بعكس الاردنيين، ولو كان العمل جماعيا لكان افضل".
ليست السياحة فقط هي مصدر جذب المستثمرين ولكن الاملاح التي تستخدم في الصناعة والزراعة والتي تدر الملايين من الدولارات للاردنيين والاسرائيليين.
الأردن هو الشريك الثالث في البحر الميت ويؤيد الفلسطينيين في مطالبتهم بحقهم في الاستثمار بأرضهم، كما أكدت الحكومة الاردنية التي تشجع بدورها الاردنيين على التصويت.