بدم بارد وقلب ميت قام عامل بقتل صديقه بـ17 طعنة بسبب 4 آلاف جنيه، ظناً منه أن جريمته ستدفن مع جثة القتيل ولن يعرف بها أحد، مستبعداً الإيقاع به، إلا أن جرحاً قطعياً بيده أوقعه فى قبضة المباحث بعد 12 ساعة فقط من ارتكابه الجريمة.
فى خلوة جمعته بالشيطان جلس «أحمد.
ع. ك»، 22 عاماً عاطل، يفكر فى التخلص من مروره بضائقة مالية التى تسببت فى خلافات مع زوجته التى تركت له المنزل، بعد أن علمت أنه تربطه علاقة غير شرعية بغيرها، فقاده تفكيره الشيطانى لسرقة وقتل صديقه الذى يعلم أنه دائماً ما يعود لمنزله عقب انتهاء عمله وبحوزته مبالغ بيع الطوب التى يوردها لصاحب المصنع نهاراً.
لم يستغرق المتهم وقتاً طويلاً فى التفكير وعزم على تنفيذ جريمته، وانتظر المجنى عليه على الطريق قبل وصوله لقريته وذلك عقب انتهاء عمله مساء الأربعاء الماضى، وطالبه بأن يصحبه لقضاء مصلحة ليرحب الضحية ويبدأ المتهم فى تحين الفرصة للانقضاض عليه، وما أن وصلا للأراضى الزراعية التى تخلو من الأهالى والتى تبعد مسافة كيلومتر عن منزل الضحية، حتى قام بمهاجمته ولم تشفع له توسلاته أو مقاومته له حتى أجهز عليه بـ17 طعنة فى أنحاء متفرقة بجسده ليتأكد تماماً أنه فارق الحياة ثم قام بسرقة 4 آلاف جنيه كانت بحوزة القتيل وفر هارباً.
تلقى الرائد محمود الطحان رئيس مباحث مركز شرطة ههيا بلاغاً من أهالى قرية الخضيرى التابعة لمركز ههيا، بالعثور على جثة المدعو أحمد على محمد محمد السيد (30 عاماً) سائق على جرار طوب، بها عدة طعنات بأنحاء متفرقة من جسده، فتم تشكيل فريق برئاسته وأسفرت جهود البحث عن أن وراء ارتكاب الواقعة «أحمد.
م. ك» 22 عاماً عامل، ومقيم بمركز الإبراهيمية لمروره بضائقة مالية ما جعله يخطط لسرقة المجنى عليه لعلمه بقيامه بتوريد مبالغ بأحد مصانع الطوب بشكل يومى، وقام بقتله وسرقة مبلغ 4 آلاف جنيه كانت بحوزته وتركه غارقاً فى دمائه ولاذ بالفرار.
القاتل
الحادث البشع هز قلوب الأهالى وتحولت قرية المجنى عليه لبؤرة من الحزن وكسا السواد منزله وتوافد الجميع لمواساة العائلة، ولم ينقطع الصراخ والعويل الذى يتوقف قليلاً بانبعاث صوت تلاوة القرآن الكريم، وسط هذه الضوضاء جلست الحاجة هانم على خليل والدة المجنى عليه بمدخل المنزل تلتف حولها سيدات القرية لمواساتها، بدت ملامح الصدمة على وجه السيدة السبعينية التى سالت دموعها، تردد عبارات مقتضبة «حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم من اللى حرق قلبى عليك».
أما زوجة المجنى عليه فجلست حبيسة غرفتها تحتضن طفلها الوحيد «محمد» 6 أشهر، قائلة «ذنبه إيه ابنه يتحرم منه، مش لحق يشوفه يكبر قدام عينيه، يا ريت كان خد الفلوس ومش كان موته وكان سابه يرجعلنا»، فيما طالب أهالى القرية بعدالة ناجزة وسريعة، وأن يتم إعدام المتهم فى ميدان عام ليكون عبرة لغيره، ولمن تسول لهم أنفسهم إزهاق الأرواح دون ذنب أو جريرة.