مجتمع غريب لم يعرف العالم له مثيلا على امتداد تاريخه الطويل، يعيش فوق قمة جبل وعر لم يسمح لواحدة من بنات حواء أن تطأ أرضه بأقدامها منذ أكثر من ألف عام، وذلك وفقا لتقاليده الخاصة التى وضعها منذ تلك المدة ومازال يتمسك بها حتى اليوم.
ففى شبه جزيرة جبلية صخرية تبلغ مساحتها حوالى 40 ميلا على أرض اليونان بالقرب من بحر إيجه يقيم الرهبان الأرثوذكس اليونانيون على جبل “آثوس”، الذين صنعوا من أديرتهم الثرية دولة تكاد تكون شبه مستقلة، محرم على أى أنثى اقتحامها أو التسلل إليها حتى ولو كانت من إناث الحيوان حتى لا تدنس تلك الأرض المقدسة.
ويؤمن رهبان جبل “آثوس” بأن العذراء مريم وطئت بقدميها أرضهم يوما ما، ومن ثم فإنهم ظلوا يحرمون دخول أية امرأة أخرى إلى هذه الأرض منذ أكثر من ألف عام، ومازالوا يحافظون على هذا التقليد حتى الآن، وذلك وفقا لموسوعة “غرائب المعتقدات والعادات” لمؤلفها محمد كامل عبد الصمد.
وعاصمة الجبل والبلدة الوحيدة فيه هي كاريس، وقد أدرج جبل آثوس ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو عام 1988.
ويمنع دخول النساء منعا باتا لجميع مرافق المنطقة الأمر الذي أكسب الجبل قدرا من الشهرة.
وحتى إناث الحيوانات الأليفة (مع استثناء بعض القطط، وكذلك الدجاج) ممنوعة.
سبب آخر جعل جبل آثوس يقتصر على الرجال فقط هو أن ثيوتوكوس ("والدة الإله" مريم العذراء باليونانية) ادعت ان هذا الجبل ملكها لهذا السبب لا يسمح لأي مرأة غيرها الدخول، لانه المكان الوحيد محل تقدير ثيوتوكوس، ويدعى بحديقتها.
انتهاك حرمة الجبل ودخول النساء اليه يعاقب عليه بالسجن من سنة واحدة إلى سنتين.
برلمان الاتحاد الاوروبى دعا اليونان مرتين لتغيير هذا القانون، ولكن الطلب رفض .
بالرغم من ذلك فقد أوى جبل آثوس اللاجئين بمن فيهم النساء مرتين في تاريخه، وذلك في اعقاب ثورة عام 1770 (المعروفة في اليونان باسم ورلوفيكا) وفي اعقاب ثورة عام 1821 .